والأمانة تقتضي أن يبتعد المرشد عن مجاملة الآخرين على حساب المسترشد، وأن يتدخل لحمايته بكل ما يستطيع من أي استغلال، أو ضرر يلحق به عن طريق اللجوء إلى جهات الاختصاص.
إن الأمانة صفة أخلاقية أساسية يحتاج إليها المرشد في كل حياته، ويحتاج أن يستفيد منها في عمله الإرشادي، وهي صفة يمتدحها القرآن الكريم: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 1-8] .
كذلك فإن الأمانة تقتضي من المرشد أن يخلص في عمله، وأن يسعى إلى إتقانه بكل ما يستطيع، ويعني هذا أن المرشد لا يدخر جهدا في مساعدة مجموعة المسترشدين "مثل الطلاب" الذي يعمل معهم بدءا بالمستوى الإنمائي، ثم المستوى الوقائي فالمستوى العلاجي، والإخلاص وإتقان العمل سمات أساسية من سمات المؤمنين، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
والإتقان يعني الجودة، ويعني التمام، ويعني عدم التكاسل أو اتباع الطرق السهلة دون النظر إلى مصلحة المسترشد. إن الإتقان يأتي عندما يشعر المرشد أنه قد بذل كل ما في وسعه على أحسن وجه، أو بمعنى آخر يشعر أنه يؤدي الأمانة التي اؤتمن عليها، وهي مصلحة المسترشد.
2- التطابق "الأصالة":
التطابق يعني أن يكون الإنسان أمينًا مع نفسه ظاهره كباطنه، وسره كعلانيته، وأن يكون عمله مصدقا لقوله ...
والتطابق صفة لازمة للصحة النفسية، وهي أيضا صفة لازمة للمرشد في عمله، فالمرشد كما قلنا من قبل يدير موقفا تعليميا فيه المسترشد، ومجموعة المسترشدين وهم