فمن الإحالة قول ابن مقبل:
أما الأداة ففينا ضمر صنع ... جود حواجز بالألباد واللجم
ونسج داود من بيض مضاعفة ... من عهد عاد، وبعد الحي من إرم
فكيف يكون نسج داود من عهد عاد؟ اللهم إلا أن يريد فينا ضمر صنع من عهد عاد؛ فذلك له على سبيل المبالغة، مع أن الإحالة لم تفارقه، وكم بين قيس عيلان وبين عاد، فضلاً عن بني العجلان؟! وقال عبد الرحمن بن حسان:
وإن مال الضجيع بها فدعص ... من الكثبان ملتبد مهيل
قالوا: وكيف يكون ملتبداً مهيلاً؟ هذا مستحيل متناقض، والذي عندي فيه أنه صواب؛ لأنه إنما أراد بالتباده صلابة ملمس العجيزة، وأنها غير مسترخية وجعله مهيلاً لارتعاده واضطرابه من العظم، كما قال ابن مقبل:
يمشين هيل النقا سالت جوانبه ... ينهال طوراً، وينهاه الثرى حينا
فقد جعله مرة ينهال، ومرة ينهاه الثرى والتثني الذي فيه..
وقال جميل في التغيير:
لا حسنها حسن، ولا كدلالها ... دل، ولا كوقارها توقير
فحذف كاف التشبيه فصار المعنى كأنه ليس حسنها حسناً، وقد يغيرون اللفظ كما قال النابغة: ونسج سليم كل قضاء ذائل وهذا أسهل من قول الآخر: