نظرت إليه مخزوماً بزير ... على ظهر، ومختوماً بقار
فقلت: الزير ملهية ومله ... وقلت: القار من دن العقار
وقلت: الظهر أهيف ذو جمال ... تركب صدغه فوق العذار
فجئت إليكم طرباً وشوقاً ... فما أخطأت دراكم بداري
فكيف ترونني وترون زجري ... ألست من الفلاسفة الكبار؟!
العظال في القوافي: التضمين، حكاه الخليل بن أحمد، وزعم قدامة أن المعاظلة سوء الاستعارة، وهو عندهم مشتق من التداخل والتراكب، ومنه تعاظلت الجراد والكلاب وأنشد قدامة بيت أوس بن حجر:
وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولبا جدعا
لأنه قد أساء الاستعارة عنده؛ لجعله الطفل تولبا، وهو ولد الحمار.
وأما التثبيج فهو طول الكلام واضطرابه، ولا يقال " كلام مثبج حتى يكون هكذا، ويقال: رجل مثبج الخلق، إذا كان طويلاً في اضطراب، والتثبيج عند الصولي في الخط ألا يكون بيناً، وكذلك هو الكلام.
وزعم قوم أن المعاظلة تداخل الحروف وتراكبها، كما عيب على كعب بن زهير قوله:
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول
وعاب ابن العميد حبيباً لقوله:
كريم متى أمدحه أمدحه والورى ... معي، ومتى ما لمته لمته وحدي
بالتكرير في أمدحه أمدحه مع الجمع بين الحاء والهاء في كلمة، وهما معاً من حروف الحلق، وقال: هو خارج عن حد الاعتدال، نافر كل النفار، حكى ذلك عنه الصاحب بن عباد.