أعد إذا عددت أبا براء ... فكان علا على الأقوام فضلا
وكان الجعفري أبو علي ... إذا هاجت الهيجاء علا
ووالده الذي حدثت عنه ... طفيل خيرنا يفعاً وطفلا
وكان معود الحكم المباري ... رياح الصيف أعلى القوم فعلا
وقد أوردت زناد أبي لبيد ... ربيعة يوم ذي علق فأبلى
وعلقمة بن أحوص كان كهفاً ... كلابياً رحيب الباع سهلا
وعتبة والأغر يزيد، إني ... رأيتهما لكل الفخر أهلا
وعوفاً ثم أربد ذا المعالي ... كفى بهما عليك ندى وبذلا
أولئك من كلاب في ذراها ... وخير قرومها حسباً ونبلا
فقال الشيباني مجيباً له:
أعد إذا عددت أبا خفاف ... وعمران بن مرة والأصما
وهانئاً الذي حدثت عنه ... وكان قبيصة الأنف والأشما
ومفروقاً وذا النجدات عوفاً ... وبسطاماً ووالده الخضما
وأسود كان خير بني شريك ... ولم يك قرنه كبشاً أجما
أولئك من عكابة خير بكر ... واكرم من يليك أباً وأماً
وأفضل من ينص إلى المعالي ... إذا ما حصلوا خالاً وعماً
وأكثر قومهم بالشر طوفاً ... وأبعد قومهم في الخير هما
فقال معاوية للحكمين: ما تقولان؟ قالا: شيبان أكرم الحيين، فقال معاوية: وذلك قولي، فأكرمهما وحباهما، وفضل الشيباني على العامري.
قال: وكان من حديث ذي الجدين أن الملك النعمان قال: لأعطين أفضل العرب مائة من الإبل، فلما أصبح الناس اجتمعوا لذلك، فلم يكن قيس بن مسعود فيهم، وأراده قومه على أن ينطلق، فقال: لئن كان يريد بها غيري لا أشهد ذلك