باب الالتفات

وهو الاعتراض عند قوم، وسماه آخرون الاستدراك، حكاه قدامه، وسبيله أن يكون الشاعر آخذاً في معنى ثم يعرض له غيره فيعدل عن الأول إلى الثاني فيأتي به، ثم يعود إلى الأول من غير أن يخل في شيء مما يشد الأول، كقول كثير:

لو ان الباخلين، وأنت منهم، ... رأوك تعلموا منك المطالا

فقوله وأنت منهم اعتراض كلام في كلام، قال ذلك ابن المعتز، وجعله باباً على حدته بعد باب الالتفات، وسائر الناس يجمع بينهما.

قال النابغة الذبياني:

ألا زعمت بنو عبس بأني ... ألا كذبوا كبير السن فاني

فقوله ألا كذبوا اعتراض، ورواه آخرون للجعدي ألا زعمت بنو كعب وهو أشبه بالجعدي؛ لأنه أعلى سنا منه؛ فقوله ألا كذبوا اعتراض، وكذلك ما يجري مجراه.

وأنشدوا في الالتفات لبعض العرب:

فظلوا بيوم دع أخاك بمثله ... على مشرع يروي ولما يصرد

فقولك دع أخاك بمثله التفات مليح.

وقال جرير يرثي امرأته أم حزرة:

نعم القرين وكنت علق مضنة ... وارى بنعف بلية الأحجار

فقوله وكنت علق مضنة هو الالتفات.

وقال عوف بن محلم لعبد الله بن طاهر:

إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

فقوله بلغتها التفات، وقد عده جماعة من الناس تتميماً، والالتفات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015