في فمها مسك، ومشمولة ... صرف، ومنظوم من الدر
فالمسك للنكهة والخمر للري ... قة واللؤلؤ للثغر
وهذا من مليح ما وقع للمحدثين.
وقال لقمان لابنه: إياك والكسل والضجر، فإنك إذا كسلت لم تؤد حقاً، وإذا ضجرت لم تصبر على حق.
وهو: أن يرى الشاعر أنه في وصف شيء وهو إنما يريد غيره، فإن قطع أو رجع إلى ما كان فيه فذلك استطراد، وإن تمادى فذلك خروج، وأكثر الناس يسمي الجميع استطراداً، والصواب ما بينته..
وأوضح الاستطراد قول السموأل وهو أول من نطق به حيث يقول:
ونحن أناس لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول
يقرب حب الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
واتبعه الناس، فقال الفرزدق وأجاد:
كأن فقاح الأسد حول ابن مسمع ... إذا اجتمعوا أفواه بكر بن وائل
ثن أتى جرير فأربى وزاد بقوله:
لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وضغا البعيث جدعت أنف الأخطل
فهجا واحداً واستطرد باثنين..
وقال مخارق بن شهاب المازني يصف معزى:
ترى ضيفها فيها يبيت بغبطة ... وضيف ابن قيس جائع يتحوب
فوفد ابن قيس هذا على النعمان بن المنذر فقال: كيف المخارق بن شهاب