يخرجن من مستطير النقع داميةً ... كأن آذانها أطراف أقلام
فقال عدي بن الرقاع يصف قرن الغزال:
تزجي أغن كأن إبرة روقه ... قلم أصاب من الدواة مدادها
فولد بعد ذكر القلم إصابته مداد الدواة بما يقتضيه المعنى؛ إذ كان القرن أسود. وقال العماني الراجز بين يدي الرشيد يصف الفرس:
تخال أذنيه إذا تشوفا ... قادمةً أو قلما محرفا
فولد ذكر التحريف في القلم، وهو زيادة صفة.
ومن التوليد قول أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان:
لكل قبيلة ثبج وصلب ... وأنت الرأس أول كل هاد
فقال نصيب لمولاه عمر بن عبد العزيز:
فأنت رأس قريش وابن سيدها ... والرأس فيه يكون السمع والبصر
فولد هذا الشرح وإن كان مجملاً في قول أمية بن أبي الصلت ... ثم أتى علي بن جبلة فقال يمدح حميد بن الحميد:
فالناس جسم، وإمام الهدى ... رأس، وأنت العين في الرأس
فأوقع ذكر العين على مشبه معين، ولم يفعل نصيب كذلك، لكن أتى بالسمع والبصر على جهة التعظيم؛ لأن من ولد عمر ولي عهد، ففي قول علي بن جبلة زيادة.. وجاء ابن الرومي فقال:
عين الأمير هي الوزي ... ر، وأنت ناظرها البصير
فرتب أيضاً ترتيباً فيه زيادة، فهذا مجرى القول في التوليد.