تكاثر يربوع عليك ومالك ... على آل يربوع فما لك مسرح
وأكثر شعر ذو الرمة غير مصرع الأوائل، وهو مذهب الكثير من الفحول وإن لم يعد فيهم لقلة تصرفه، إلا أنهم جعلوا التصريع في مهمات القصائد فيما يتأهبون له من الشعر، فدل ذلك على فضل التصريع. وقد قال أبو تمام وهو قدوة:
وتقفو إلى الجدوى بجدوى، وإنما ... يروقك بيت الشعر حين يصرع
فضرب به المثل كما ترى.
والتصريع يقع فيه من الإقواء والإكفاء والإيطاء والسناد والتضمين ما يقع في القافية: فمن الإقواء ما أنشده الزجاجي، وهو قول بعضهم:
ما بال عينك منها الماء مهراق ... سحاً فلا غارب منها ولا راقي
ومن الإكفاء قول حسان بن ثابت، وأنشده الجاحظ:
ولست بخير من أبيك وخالكا ... ولست بخير من معاظلة الكلب
ومن الإيطاء قول عبد الله بن المعتز:
يا سائلاً كيف حالي ... أنت العليم بحالي
ومن السناد قول إسماعيل بن القاسم أبا العتاهية: