"إن الإنجليز إنما يعبدون بنك إنجلترا ستة أيام في الأسبوع، ويتوجهون في اليوم السابع إلى الكنيسة" (?).

لكن الواقع أن الأمر أشد من ذلك، فإن الذين يذهبون يوم الأحد إلى الكنيسة هم قلة ضئيلة، ثم إن هذه القلة لا تجد من الدين في الكنيسة ما يمس شغاف قلوبها، بل ربما وجدت من مظاهر الفساد ودواعي اللذة ما لا تجده في الأماكن المعدة لذلك.

لننظر إلى اليوم -أو على الأصح الساعة التي يمن اللادينيون على الدين أنهم تركوها له ما مقدار أثرها وعطائها؟

يقول الأديب الأميركي الشهير أمرسن (1882): "إن يوم الدين قد فقد الآن عند القسيس سناء الطبيعة، إنه يوم بغيض يسرنا انقضاؤه ... إننا ننكمش عندما تبدأ الصلاة التي لا تسمو بنا، وإنما تقضي علينا وتسيء إلينا وإنّا حينئذ نتوق أن نلتف في أرديتنا، ونلتمس مكاناً معتزلاً لا نستمع فيه إلى أحد، أصغيت مرة إلى واعظ فأغراني بشدة إلى أن أقول وإني لن أقصد الكنيسة مرة أخرى، فالناس كما ظننت يذهبون إلى ما ألفوا الذهاب إليه وإلا لما قصد أحد المعبد في المساء" (?).

ويقول: "إن الدعوات .. بل والعقائد الثابتة في كنائسنا أشبه شيء بالبرج الفلكي في دندرة أو الآثار الفلكية عند الهندوس تنعزل انعزالاً تاماً عن أي شئ مما يوجد اليوم في حياة الناس وأعمالهم".

واحسرتاه على الرجل التعس الذي يدعي إلى اعتلاء المنصة للوعظ، ولا يعطي خبز الحياة، إن كل ما يقع تهمة له، هل يطلب المعونة للإرساليات الأجنبية والداخلية؟ أم هل يحث الناس على طريقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015