وكذا فعل سعيد لكحل (?) وماجدة رفاعة الطهطاوي حيث اعترفا بدخولها مع الاستعمار (?).

ومع اعتراف هؤلاء بدور الاستعمار في زرع العلمانية في البلاد الإسلامية إلا أنه اعتراف محتشم، لا يرقى إلى مستوى النقد الموضوعي لدوره في عملية الإلحاق الحضاري والتذويب الثقافي.

وليس اقتران العلمانية بالاستعمار والهيمنة الامبريالية والتحكم الغربي في الشعوب مرحلة من مراحل العلمانية، بل كما أسلفت عن المسيري والطعان: العلمانية هي النظرية والامبريالية هي التطبيق. وشواهد التاريخ تؤكد هذا، ففلسفة الأنوار العلمانية تلاها مباشرة التوسع الامبريالي الاستعماري.

وغير خاف على أحد استمرار الهيمنة الغربية على الشعوب العربية إلى الآن، وما الأمم المتحدة وقصرها حق النقض على خمسة كبار، وصندوق النقد الدولي الذي يفرض شروطه على الدول إلا بعض تجليات ذلك.

ولماذا نذهب في التحليل بعيدا، ها هي العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان ماثلة أمامنا.

وكل الأنظمة الديكتاتورية في إفريقيا تجد سندها القوي من دول استعمارية علمانية سابقة كفرنسا مثلا.

ويكفي كذلك أن تتبع أي نزاع عرقي أو طائفي أو سياسي عبر العالم وخاصة إفريقيا إلا وتجد القوى العلمانية الكبرى لها يد طويلة في ذلك. وطالما بشرنا العلمانيون في الغرب بحقوق الإنسان وكرامة الشعوب في ظل العلمانية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015