والاختلاط وسن القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية، وفرض دساتيره ومسخ مناهج التعليم وحارب التعليم الإسلامي وضيق على ما أبقى من دروس دينية، وفرض لغته في التعليم والمراسلات.

فنشأ جيل مقطوع الصلة بتراثه وحضارته إلا قليلا، معجب بالغرب وحضارته مفتون بها.

وهكذا لم يخرج الاستعمار من البلاد الإسلامية حتى خلف وراءه جيشا من العلمانيين الذين دربهم وصنعهم على عينه.

فتحولوا إلى «صنابير» يسيل منها كل ما هو غربي.

ففي مصر مثلا خلف الاستعمار محمد علي وابنه إبراهيم ليقوموا بالدور الذي عجز عنه نابليون في حملته على مصر حتى سنة 1863 لما جاء إسماعيل باشا فألغى المحاكم الشرعية وترجم القانون الفرنسي المدني والجنائي إلى العربية (?).

وأما في تركيا فلم تنسحب بريطانيا منها حتى فرضت شروطها في معاهدة لوزان سنة 1923، التي كان أبرزها إلغاء الخلافة الإسلامية وطرد الخليفة خارج البلاد، مع مصادرة أمواله وأملاكه وإعلان علمانية الدولة (?).

وكانت العلمانية قد تسللت إلى تركيا قبل منتصف القرن التاسع عشر، ولكن بهدوء وملاينة وبشكل لا يثير مشاعر الأمة، بل جاءت مغلفة بالرغبة في الإصلاح، ونقل البلاد إلى الحضارة الحديثة وتطوير مرافق الدولة بطريقة تستجيب لمتطلبات العصر، وكانت القوانين تذكر أن دين الدولة هو الإسلام، وأن كل ما تريده الدولة هو الخروج من حالة التخلف والفوضى التي تعانيها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015