إذن فالبوابة الرئيسة لانتقال العلمنة إلى العالم الإسلامي جاءت عبر المسيحيين العرب الذين تتأصل العلمانية في مسيحيتهم تأصلا، كما مر معنا قريبا.
وقد حصلت مطارحات فكرية عديدة بين فرح أنطون ومحمد عبده حول العلمانية والدولة الإسلامية والخلافة في مجلة الجامعة ومجلة المنار.
مع أن سر لهف فرح أنطون بالعلمانية كونه كان مسيحيا، فيندرج رأيه في إطار الصراع الإسلامي المسيحي في الشام في نهاية القرن 19م. فتماهى مع إخوانه الغربيين في هذا التوجه.
وأصاب ذلك هوى في نفسه لمحاولة التخلص من الإسلام المهيمن.
زد على أنه في المدة التي كانت الجيوش الاستعمارية الغربية تجيش المقاتلين، بل بدأت فعلا في الغزو كان فرح أنطون يكتب بحماسة بالغة عن فلسفة الأنوار، الأب الشرعي للاستعمار.
فبينما كانت الجيوش على الأرض كواجهة عسكرية للاستعمار، كان فرح أنطون وشبلي شميل وغيرهم من المسيحيين في الواجهة الفكرية.
وذلك ما سنحاول بسطه في الفقرة التالية:
إذن فمن أهم الأسباب التي ساهمت في انتقال العلمانية للعالم الإسلامي:
أولا: الاستعمار (?).
كان الغرب قد اكتسحته العلمانية على كافة الصعد، ومع إحساسه بنشوة الانتصار هذه سعى لفرض نموذجه الغربي بقوة الحديد والنار، وفرض قوانينه ونظمه على الدول المستعمرة وإشاعه القيم الغربية ... فشجع تبرج المرأة والربا