كما كانت تعتبر نفسها المصدر الوحيد للمعلومات الطبية والفلكية وغيرها.

فلما جاء القرن السابع عشر بدأ الباحثون الأوروبيون في الجهر ببعض النظريات التي تخالف ما عليه الكنيسة، وكانت أول النظريات ظهورا نظرية كوبرنيك الفلكية في كتابه «حركات الأجرام السماوية» التي بين فيها أن الأرض تدور كما تدور باقي الكواكب.

فحرمت الكنيسة كتابه ومنعت تداوله.

ثم جاء بعده برونو فأكد نفس النظرية فقبضت عليه محكمة التفتيش وسجنته ست سنوات، فلما أصر على رأيه أحرقته سنة 1600 وذرت رماده في الهواء.

وبعده جاء جليلو فأكد نفس النظرية فقبض عليه وسجن حتى تراجع خوفا وهو راكع، ومما قال في تراجعه أمام المحكمة: أنا جليلو وقد بلغت السبعين من عمري سجين راكع أمام فخامتك، والكتاب المقدس أمامي ألمسه بيدي، أرفض وألعن وأحتقر القول الإلحادي الخاطئ بدوران الأرض (?).

وأي إلحاد في دوران الأرض أو عدمه؟ ولكن هكذا رأت الكنيسة، وهكذا أسست لنهايتها.

وحبست الكنيسة دي روفنيس لإثباته أن قوس قزح إنما هو انعكاس لضوء الشمس في نقط الماء، وليس قوسا حربيا بيد الله ينتقم به من عباده إذا أراد كما تقول الكنيسة. وضربت برنيلي لأنه قال: إن النجوم لا تقع. وسجنت هارفي لبرهنته أن الدم يجري في الجسم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015