وقالت ماجدة رفاعة الطهطاوي: فالعلمانية لا تنحصر في الفصل بين الدين والدولة، وإنما هي تمثل قطيعة معرفية مع الماضي أي: الانتقال من هيمنة الفكر الميتافيزيقي (المطلق) التي اتسمت به العصور الوسطى إلى الأزمنة الحديثة التي اهتمت بالحقائق النسبية والجزئية، وأعطت الأولوية للعقل وحرية التفكير (?).
ولا زلنا مع هذه النصوص التي نريد من تنويعها وتكثيرها البرهنة على أن العلمانية فلسفة عامة للحياة، وليست فصل الدين عن السياسة كما يوهم بعض العلمانيين تمويها وتعمية.
وهذه شهادة غاية في الصراحة: قال محمود إسماعيل بعد تأكيده أن تعريف العلمانية بفصل الدين عن الدولة تعريف قاصر، وزاد: إذ نعتقد أنه يشمل إلى جانب ذلك نمطا في التفكير يتعلق برؤية عامة للكون والحياة، ولا يقتصر على تصور للحكم فقط، إنه مشتق من العالم كبديل للرؤية اللاهوتية التي ترى أن هذا العالم محكوم بقوة غيبية مفارقة لهذا العالم، تقدر مصائره وتتحكم في أقداره. من هنا كانت العلمانية رؤية تذهب إلى أن القوانين الموضوعية لحركة التاريخ تنبثق من العالم نفسه، وليست قدرا مهيمنا عليه من خارجه (?).
وزاد: فالعلمانية كما أوضحنا سلفا رؤية شاملة وفلسفة حياة (?).