ولهذا لم ير بأسا هو والقمني (?) في اختراع المغالطات حوله، فزعما أن علماءه يدعون أن في النصوص المقدسة سائر النظريات العلمية التجريبية والإنسانية التي ظهرت وتظهر وسوف تظهر إلى يوم القيامة (?).

وليس في المسلمين من يقول هذا، ولكن هذه سِلْعة المُفْلس. والقوم لا هَمَّ لهم بشيء اسمه كذب وافتراء، لأن علمانيتهم لا تهتم بهذه الأمور الإيمانية. وكلنا نعلم أن هذه الفرية من بنات أفكارهم ومما عملت أيديهم. ولا يوجد عالم واحد يقول إن كل النظريات المكتشفة في القرآن والسنة، ولكن يقولون: إن الله أودع في كتابه إشارات لبعض الحقائق العلمية من باب الحجة ومن باب إقامة البراهين المناسبة لهذا العصر لإظهار كون هذا الكتاب من عند الله وأنه حق.

فكل ما في الأمر أن القرآن والسنة اشتملا على حقائق علمية معينة إظهارا لإعجازه المستمر إلى يوم القيامة وتثبيتا لإيمان أهله.

والعجيب أن علماء غربيين في شتى التخصصات اعترفوا للقرآن والسنة بذلك، وشارك عدد منهم في مؤتمرات هذا العلم. ولكن الطابور الخامس يشكك ويهمز ويلمز.

وقال خليل عبد الكريم بعد أن ذكر أن عرب الحجاز كانوا في الدرك الأسفل من السلم الحضاري وأن محصولهم من الطب والفلك وغيرها كانت مجرد معارف، وإن تلك البيئة من المستحيل عقلا أن تنبثق عنها نصوص تحمل نظريات علمية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015