ولم تثمر هذه المحاولات شيئا يذكر، بل ظلت العلمانية مصطلحا ذا حمولة سلبية، زيادة على ذلك تحولت إلى مفهوم متحجر مغلق ونهائي، وتصلبت وتخشبت مفاهيمها حتى تحولت إلى أصنام وأوثان هامدة كما سيأتي بيانه في محله.
وهكذا كل فكر متسلط عبر التاريخ، فقد كانت الماركسية تزعم أنها الحقيقة العلمية الوحيدة، وأنها أرقى ما وصل إليه العقل البشري، وما عداها أفكار رجعية متخلفة.
وهكذا يرى جمع من العلمانيين أن العلمانية حتمية غير قابلة للنقاش (?)، فوق تاريخية ومطلقة، فإما العلمانية وإما الجحيم (?).
وهذا ما تنعاه العلمانية على الأديان.
ولهذا أحس جمع من العلمانيين بالمأزق الذي وصلته علمانيتهم فتحدثوا عن أزمة العلمانية أو ما بعد العلمانية، أو ما بعد الحداثة.
وكالعادة جاء النقد من الغرب، فما كان على المقلِّدين إلا الإتباع.
ومن أكثر العلمانيين نقدا لمأزق العلمانية العربية علي حرب وتركي علي الربيعو، وقليلا كمال عبد اللطيف، وقد عبر الأخير في كتابه التفكير في العلمانية (5) عن الالتباس الكبير في مفهوم العلمانية، ووصفه بأنه من أكثر مفاهيم الفكر السياسي العربي التباسا، سواء على مستوى اللفظ والرسم والجذر اللغوي، أو