والعلمانية والتقدم، فليس صحيحا أنها متداخلة ومترابطة بحيث يتعلق كل منها بمصير الآخر، وبوجه أخص فإن تجربة قرنين من الزمان أثبتت في حالات عدة أن العلمانية لا تعني بالضرورة التقدم (?).

والعلمانية في صورتها الماركسية أكثر وضوحا في ادعائها امتلاك الحقيقة باعتراف جمع من العلمانيين.

فقد تحولت إلى عقيدة جاهزة مكتملة مطلقة الكمال، إنهم ينفون عنها صبغتها التاريخية، كما قال الجابري في الثرات والحداثة (106).

ولنتأمل أولا كلام أحد العلمانيين الماركسيين عن ماركسيته، قال: والحقيقة أن النظرية الماركسية هي أنضج النظريات وأعمقها وأصرحها كذلك في فهم الديمقراطية وتقييمها (?).

وصب جام غضبه على الديمقراطية التي أصبحت أحد أعظم المقدسات الآن قال: وليست عملية الانتخابات التي تتم مرة كل بضعة أعوام - على حد تعبير ماركس - إلا وسيلة يسمح بها البورجوازية للجماهير التي يستغلونها أن تقرر من سوف يذهب إلى البرلمان من هؤلاء البورجوازيين لتمثيلهم وسحقهم.

على أن البرلمانات البورجوازية ليست إلا أماكن للثرثرة وخداع الجماهير (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015