والحق ما شهدت به الأعداء.
واستمر علي حرب مؤكدا (263) أن المثقف العلماني يصدر في تعامله مع ذاته ومع غيره عن إحساس بمركزيته ونرجسيته بنخبويته وتفوقه، ولهذا فهو يمارس الاستبداد والهيمنة.
وزاد أن المشاريع العلمانية وخاصة الثورية منها آلت إلى نقيض شعاراتها وأعطت مردودا عكسيا وقادت إلى أسوأ النتائج (263).
وأن العلمانية تقوم على منظومة مغلقة أرثذوكسية وتقوم على وحدانية الحقيقة وتوراث الحق واحتكار المشروعية وديكتاتورية السلطة وامبريالية الشعارات المقدسة: العقل والحداثة والتقدم (266).
وذكر أن العلمانية لا تكف عن إنتاج أشكالها القدسية وأبعادها اللاهوتية، وقال: ولا تخلو المجتمعات الغربية الحديثة من الممارسات التقديسية بالرغم من أنها تمارس حياتها باسم العقلانية والعلمانية والديمقراطية. ولهذا فقد يمارس المرء علمانيته بطريقة لاهوتية أصولية، وذلك بقدر ما يتعامل مع الحقيقة بصورة دغمائية أحادية، وبقدر ما يتعامل مع المشروعية بطريقة قدسية لاهوتية، وبقدر ما يتعامل مع السلطة بطريقة فاشية. (267).
وقال: هذا هو شأن المثقف الحديث العلماني على ما يمارس علمانيته عندنا، إنه إذ يتحدث أو يدافع عن الحرية أو الديمقراطية أو العروبة، إنما يتماهى مع هذه الشعارات ويتصرف كأنه المعيار الذي تقاس به الحرية والديمقراطية والعروبة (268).