ادعت العلمانية أنها سيرورة تاريخية لا مفر منها، وأنها أرقى ما وصل إليه العقل البشري.
وبالتالي فهي حقيقة مطلقة، تنبني على أصول فلسفية وعقلية واحدة، وتقوم على أرض ديمقراطية صلبة.
وذلك ما نحاول مناقشته باختصار في هذه الفقرات:
طالما رمت العلمانية الأديان بادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، في حين أكدت هي على نسبيتها، لكنها تحولت هي الأخرى إلى حقيقة مطلقة جديدة، وادعت لنفسها أنها أرفع ما وصله العقل البشري من الفلسفات والأفكار، وأنه إما هي أو الطوفان.
إن الاتجاه العلماني يعتبر نفسه ماسكا للحقيقة وصانعا لها، ويعامل الآخر على أنه مناف لها (?).
ويتعامل بعض هواة الحداثة مع الحداثة «كما لو أنها ديانة حديثة يدينون بها، بدليل أنهم يقفون منها موقف التبجيل والتعظيم والتقديس، وهذا التعبد أعني التعلق الوهمي يقلص القدرة على الخلق والابتكار، إنه يسلب الإرادة ويخنق الإمكانية». كذا قال العلماني اللبناني علي حرب في الممنوع والممتنع (247).