ودنيوي، وكل ما هو زمني ودنيوي لا ينفصل عن مرتكزاته الروحية باعتباره من الطيبات التي أحلها الله (?).
ولهذا السبب اقترن الإسلام في وعي المسيحية (?) بالدين المادي، بما يتناقض مع هوية الدين القويم القائم على الطهورية الزهدية.
وهو ما حذا ببعض المفكرين الغربيين أمثال فولتير ومارسيا ألياد ونيتشه إلى اعتبار الإسلام أنموذجا مكثفا للدين الطبيعي المناقض للزهدية المسيحية (?).
فالعقيدة الإسلامية تفرض على المسلم أن يكيف حياته وفقا للأحكام التي تجسدها وأن يتجلى أثرها في سلوكه وعلاقاته كلها، سواء كان حاكما أم محكوما.
والعلمانية تريد من العقيدة أن تظل حبيسة الضمير لا تخوض معترك الحياة، ولا تؤثر في أهدافها ومناهجها، فإن سمح لها بالظهور فليكن بين جدران المسجد، لا تخرج عنها، على أن يكون المسجد نفسه تحت سلطانها. وبهذا نرى المسلم الذي يعيش تحت سلطان العلمانية يعاني من التناقض بين العقيدة التي يؤمن بها والواقع الذي يفرض عليه، فعقيدته تشرق وواقعه يغرب، عقيدته تحرم والعلمانية تبيح ... عقيدته تلزم، والعلمانية تعارض، وهكذا لا تعايش بين الإسلام الحقيقي والعلمانية الحقيقية، فهما كالضرتين، إذا رضيت إحداهما