ينطبق فعلا على الإسلام، إذ يتعاضد الدين الطبيعي مع الدين التشريعي إلى الحد الذي لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر» (?).
قال المستشرق والباحث في العلوم السياسية جيل كيبل: إن الإسلام هو وحده الذي يخلط بين الدين والسياسة أو بين الروحي والزمني ويتخذ من ذلك عقيدة مقدمة معصومة، وذلك على عكس المسيحية التي كانت قد فصلت بينهما منذ زمن طويل، أي: منذ أن قال المسيح تلك العبارة الشهيرة في الإنجيل: اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله (?).
والدين في المفهوم الغربي -حسبما يؤكد رفيق عبد السلام- يطلق على ممارسة طقوس وأدعية وصلوات في الكنيسة بإشراف طبقة متخصصة ذات تراتبية هرمية. فتم حصر الدين في ممارسة الشعائر التعبدية والطقوسية (?). وفي المقابل التأكيد على البعد عن الدنيوي والمادي والزهد فيه. أما في الإسلام فيلاحظ أن فيه تجانسا كبيرا بين ما هو ديني غيبي وطقوسي وبين ما هو دنيوي، وعليه فإن الدين لا ينحصر في الإسلام في الجانب الطقوسي والشعائري، بل تعداه إلى كافة مناحي الحياة (?).
وزاد أن الإسلام لا يقيم مقابلة أو مفاصلة بين الديني المتطابق مع الروحي والباطني والمطلق، وبين العلماني المتطابق مع الزمني والدنيوي والنسبي لأن كل ما هو ديني في فلسفة الإسلام يحمل في كينونته الذاتية ما هو زمني