عكس هذه النظرية هو الصواب:

الذي يقرره العليم الخبير خالق الإنسان مخالف تماماً لما قرره هؤلاء الجاهلون، فالله يخبرنا أنّه خلق الإنسان خلقاً مستقلاً مكتملاً، وقد أخبر ملائكته بشأن خلقه قبل أن يوجده (وإذ قال ربك للملائِكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً) [البقرة: 30] .

وحدثنا عن المادة التي خلقه منها، فقد خلقه من تراب (فإنَّا خلقناكم من ترابٍ) [الحج: 5] .

وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزْنُ، والخَبِيثُ والطيبُ) . (?)

والماء عنصر في خلق الإنسان (والله خلق كل دابةٍ من مَّاءٍ) [النور: 45] ، فهو من ماء وتراب: (هو الذي خلقكم من طينٍ) [الأنعام: 2] .

هذا الطين تحوّل إلى صلصال كالفخار (خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخَّار) [الرحمن: 14] .

وقد خلقه الله بيديه (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) [ص: 75] .

وقد خلقه مجوّفاً منذ البداية، ففي الحديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لما صوَّر الله آدم في الجنَّة تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليسُ يطيفُ به ينظر، فلمّا رآهُ أجوف عرف أنّه خُلق خلقاً لا يتمالك) . (?)

هذا الطين نفخ الله فيه من روحه، فدّبت فيه الحياة، فأصبح سميعاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015