النظرية لا يؤيدها الواقع المشاهد:

1- لو كانت النظرية حقا لشاهدنا كثيراً من الحيوانات والإنسان تأتي إلى الوجود عن طريق التطور، لا عن طريق التناسل فقط. وإذا كان التطور يحتاج إلى زمن طويل فذلك لا يمنع من مشاهدة قرود تتحول إلى آدميين في صورة دفعات متوالية.

2- لو سلمنا أنّ الظروف الطبيعية والانتخاب الطبيعي؛ قد طورت قرداً إلى رجل - مثلاً - فإنّا لن نسلم أبداً بأن هذه الظروف قد قرّرت أيضاً أن تكون امرأة لذلك الرجل، ليستمرا في التناسل والبقاء مع الموازنة بينهما.

3- إن القدرة على التكيف التي نشاهدها في المخلوقات كالحرباء التي تتلون بحسب المكان، هي مقدرة كائنة في تكون المخلوقات، تولد معها، وهي عند بعضها وافرة، وعند بعضها الآخر تكاد تكون معدومة، وهي عند جميع المخلوقات محدودة لا تتجاوز حدودها، فالقدرة على التكيف صفة كامنة، لا صفة متطورة تكونها البيئة كما يزعم أصحاب النظرية، وإلا كانت البيئة فرضت التكيف على الأحجار والأتربة وغيرها من الجمادات.

4- تمتاز الضفادع على الإنسان بمقدرة على الحياة في البر والماء، كما تمتاز الطيور عليه بمقدرة الطيران والانتقال السريع وذلك بدون آلة، كما أن أنف الكلب أشدّ حساسية من أنف الإنسان، فهل أنف الكلب أكثر رقياً من أنف الإنسان؟

وهل الضفادع والطيور أرقى من الإنسان في بعض الجوانب؟

كما أنَّ عين الجمل أو الحصان أو الحمار ترى في النهار وفي المساء على السواء، في حين تعجز عين الإنسان عن الرؤية في الظلام، كما أن عين الصقر أشدّ حدة من عين الإنسان. فهل الصقر أو الحمار أرقى من الإنسان؟ وإذا أخذنا الاكتفاء الذاتي أساساً للرقي كما هو بالنسبة لحال الدول فإنّ النبات يفوق الإنسان وجميع الحيوانات، لأنّه يصنع طعامه وطعام غيره دون أن يحتاج لغذاء من غيره.

وإذا أخذنا الضخامة أساساً للرقي، عندئذ يجب أن يكون الجمل والفيل وحيوانات ما قبل التاريخ الضخمة أرقى من الإنسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015