3- أما القول بحدوث نشوء لبعض الخصائص والصفات العارضة، ثم توريثها في النسل، فذلك ما يرفضه علم الوراثة الحديث. فكلّ صفة لا تكمن في الناسلة، ولا تحتويها صبغة من صبغاتها فهي صفة عارضة، لا تنتقل إلى الذرية بالوراثة.

يقول الأستاذ (نبيل جورج) أحد ثقات هذا العلم: " إنّ الانتخاب الطبيعي لأجل هذا لا يصلح لتعليل مذهب النشوء، أو مذهب التطور؛ لأنّه يعلل زوال غير الصالح ونشأة المزايا الموروثة بين الأفراد، والقائلون بالطفرة يقصدون أنّ الحيوان الذي لم يكن له عين تتكون له العين فجأة بوساطة بعض الأشعة.

فقد ثبت لدى المختصين أنّ الأشعة السينية تغيّر العدد في الناسلات، لكنّ أثر الأشعة تغيير لما هو موجود، لا إنشاء ما ليس له وجود، فعدد ناسلات القرد غير عدد ناسلات الإنسان، والأشعة لا تؤثر إلا في الناسلات الموجودة فضلاً من أن تحدث هذه الأشعة التي لا عقل لها ولا إدراك عقلاً للإنسان يتميز به عن القرد وغيره من سائر الحيوانات.

إنّ الأشعة تؤثر في الناسلات تأثيراً أقرب إلى التشويه منه إلى الإصلاح كما يحدث من الأشعة الذريّة. وإلى جانب مخالفة علم الوراثة (لنظرية دارون) فإنّ التجربة تنقضه، فها هم اليهود والمسلمون من بعدهم يختنون أبناءهم، ولكن ذلك كله لم يسبب أن وُلد أطفالهم بعد مرور السنين مختونين، وهكذا فكلما تقدم العلم أثبت بطلان نظرية (دارون) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015