أصحاب خيل، فقلت: يا رسول الله، إني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: (اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً) ، فانطلق إليها فكسرها.
والأصنام التي كانت منتشرة في الجاهلية أكثر من هذا الذي ذكرناه.
ظلمة دامسة عند البعثة:
ولم يكن قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من بقايا النور السماوي الذي جاءت به الأنبياء إلا أضواء خافتة لا تكفي للهداية والاستقامة على المنهج الرباني، لضياع ذلك المنهج واختلاطه بذلك الباطل الكثير، وفي الحديث: (إن الله نظر - قبيل البعثة - إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب) .
وقد حفظت لنا النصوص التاريخية أن أربعة من عقلاء قريش اعتزلوا قومهم في أحد أعياد قريش عند وثن من الأوثان، وهم ورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى، وزيد بن عمرو بن نفيل.
فقال بعضهم لبعض: تعلمون والله ما قومكم على شيء، ولقد أخطؤوا دين أبيهم إبراهيم، ما حجر نطيف به، لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع؟ يا قوم التمسوا لأنفسكم دينا، فإنكم - والله - ما أنتم على شيء، فتفرقوا في البلدان يلتمسون دين إبراهيم.
فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية، واتبع الكتب من أهلها، حتى علم علماً من أهل الكتاب.
وأما عبيد الله بن جحش فأقام على ما هو عليه من الالتباس حتى أسلم، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان مسلمة، فلما قدمها تنصر، وترك الإسلام حتى هلك نصرانياً.
وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر ملك الروم فتنصر، وحسنت منزلته عنده.