مكلم) قال: قال: فكم بينه وبين نوح؟ قال (عشرة قرون) رواه أبو حاتم ابن حبان في صحيحه. وقال ابن كثير: " هذا على شرط مسلم، ولم يخرجه ". (?)
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال: (وكان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام) . (?)
ومقدار القرن مائة سنة، وعلى ذلك يكون بين آدم ونوح ألف سنة.
وقد تكون المدة بينهما أكثر من ذلك، إذ قيد ابن عباس هذه القرون العشرة بأنها كانت على الإسلام، فلا ينفي أن يكون بينهما قرون أخرى على غير الإسلام.
وقد يكون المراد بالقرن الجيل من الناس كما قال تعالى: (وكم أهلكنا من القُرُونِ من بعد نوحٍ) [الإسراء: 17] ، وقوله: (ثمَّ أنشأنا من بعدهم قرناً آخَرِينَ) [نوح: 23] . (?)
أول انحراف عن العقيدة وأول رسول:
وبعد أن كان الناس أمة واحدة على التوحيد حصل الزيغ والانحراف، وكان أول انحراف حدث هو الغلو في تعظيم الصالحين، ورفعهم إلى مرتبة الآلهة المعبودة.
ففي صحيح البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عند تفسير قوله تعالى: (وقالوا لا تذرُنَّ آلهتكم ولا تذرُنَّ ودّاً ولا سُواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) [نوح: 23] . قال: " هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك