[آل عمران: 5] .

تاريخ العقيدة كما يرويه القرآن الكريم

أعلمنا الله سبحانه أنه خلق آدم خلقاً مستقلاً سوياً متكاملاً، ثم نفخ فيه من روحه، وأسكنه جنته، وأباح له أن يأكل هو وزوجته منها كيف شاءا إلا شجرة واحدة، فأغراه عدوّه إبليس بالأكل من الشجرة، فأطاع عدوه، وعصى ربّه، فأهبطه الله من الجنة إلى الأرض، وقبل الهبوط وعده الله - سبحانه - بأن ينزل عليه وعلى ذريته هُداه، كي يعرف الإنسان بربه ومنهجه وتشريعه، ووعد المستجيبين بالهداية في الدنيا والسعادة في الأخرى، وتوّعد المستكبرين بالمعيشة الضنكة في الدّنيا وبالشقاء في الآخرة: (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإمَّا يأتينَّكم مني هدىً فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون - والَّذين كفروا وكذَّبوا بآياتنا أولئِك أصحاب النَّار هم فيه خالدون) [البقرة: 38-39]

وفي سورة طه يقول: (قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ فإمَّا يأتينَّكم مني هدىً فمن اتَّبع هداي فلا يضلُّ ولا يشقى - ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى - قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً - قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) [طه: 123-126] .

الجيل الأول من البشرية كان على التوحيد:

هبط آدم إلى الأرض، وأنشأ الله من ذريته أمة كانت على التوحيد الخالص كما قال الله تعالى: (كان النَّاس أمَّةً واحدة ً) [البقرة: 213] ، أي على التوحيد والدين الحق فاختلفوا (فبعث الله النَّبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحقَّ ليحكم بين النَّاس فيما اختلفوا فيه) [البقرة: 213] ، وفي حديث أبي أمامة أن رجلاً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال: (نعم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015