كلام الله لا يحصى ولا يستقصى:
قال الله تبارك وتعالى: (قل لَّو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً) [الكهف: 109] .
القرآن كلام الله حقيقة:
والقرآن كلام الله حقيقة لا شك في ذلك، قال تعالى: (وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتَّى يسمع كلام الله) [التوبة: 6] ، وقال تعالى: (سيقول المُخلَّفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتَّبعكم يريدون أن يبدّلوا كلام الله قل لَّن تتَّبعونا كَذَلِكُمْ قال الله من قبل) [الفتح: 15] .
وقال تعالى: (ولو أنَّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدُّه من بعده سبعة أبحرٍ مَّا نفذت كلمات الله) [لقمان: 27] .
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية (?) : " يقول الله تعالى مخبراً عن عظمته، وكبريائه، وجلاله، وأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، وكلماته التامة التي لا يحيط بها أحد، ولا اطلاع لبشر على كنهها وإحصائها، كما قال سيد البشر: (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) (?) فقال تعالى: (ولو أنَّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ) [لقمان: 27] أي: ولو أنَّ جميع أشجار الأرض جعلت أقلاماً، وجعل البحر مداداً، ومدّه سبعة أبحر معه، فكتبت بها كلمات الله تعالى الدالة على عظمته وصفاته وجلاله لتكسّرت الأقلام، ونفد ماء البحر، ولو جاء أمثالها مدداً ".
وقال الحسن البصري: " لو جعل شجر الأرض أقلاماً، وجعل البحر مداداً، وقال الله تعالى: إن من أمري كذا، ومن أمري كذا، لنفد ما في البحور، وتكسّرت الأقلام " وصدق الله إذ يقول: (وما أُوتيتم من العلم إلاَّ قليلاً) [الإسراء: 85] .