معنى كونه في السماء:

وليس المراد بأنه في السماء أنّ جرم السماء يحتويه - سبحانه وتعالى عن ذلك - بل المراد بالسماء العلو والفوقية، فقد وصف نفسه - سبحانه - بأنه الأعلى (سبّح اسم ربّك الأعلى) [الأعلى: 1] ، وبأنه العلي العظيم: (وسع كرسيُّه السَّماوات والأرض ولا يَؤُودُهُ حفظهما وهو الْعَلِيُّ العظيم) [البقرة: 255] .

وأخبر تعالى أنّه فوق عباده: (يخافون ربَّهم من فوقهم) [النحل: 50] ، (وهو القاهر فوق عباده) [الأنعام: 18] وفي تمجيد الرسول صلى الله عليه وسلم لربّه في دعائه يقول: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء) . (?)

وكانت زينب تفخر على زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول: (زوجكن أهاليكن وزوّجني الله من فوق سبع سموات) . (?)

ولا يمكن لمسلم يفقه عقيدته حق الفقه أن يظن أنّ الله في السماء بمعنى أنّ السماء تحويه، وأنّه في جرم السماء، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، كيف والسماوات ليس بشيء بالنسبة إليه سبحانه (والسَّماوات مطويَّات بيمينه) [الزمر: 67] ، (يوم نطوي السَّماء كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015