عَن أَعمال الْخلق الَّتِي يستوجبون بهَا من الله السخط وَالرِّضَا فَقَالَ هِيَ من الْعباد فعلا وَمن الله تَعَالَى خلقا لَا تسْأَل عَن هَذَا أحدا بعدِي
وَكَانَ أَحْمد يذهب إِلَى أَن الِاسْتِطَاعَة مَعَ الْفِعْل وَقَرَأَ قَوْله عز وَجل {انْظُر كَيفَ ضربوا لَك الْأَمْثَال فضلوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا} وَقَرَأَ {ذَلِك تَأْوِيل مَا لم تسطع عَلَيْهِ صبرا} وَالْقَوْم لَا آفَة بهم وَكَانَ مُوسَى تَارِكًا للصبر وَقَرَأَ {وَلنْ تستطيعوا أَن تعدلوا بَين النِّسَاء وَلَو حرصتم} فَدلَّ على عجزنا وَدلّ ذَلِك على أَن الْخلق بِهَذِهِ الصّفة لَا يقدرُونَ إِلَّا بِاللَّه وَلَا يصنعون إِلَّا مَا قدره الله تَعَالَى وَقد سمي الْإِنْسَان مستطيعا إِذا كَانَ سليما من الْآفَات
مَسْأَلَة وَكَانَ يَقُول إِن الله تَعَالَى أعدل العادلين وَإنَّهُ لَا يلْحقهُ جور وَلَا يجوز أَن يُوصف بِهِ عز عَن ذَلِك وَتَعَالَى علوا كَبِيرا وَأَنه مَتى كَانَ فِي ملكه مَالا يُريدهُ بطلت الربوبية وَذَلِكَ مثل أَن يكون فِي ملكه مَالا يُعلمهُ تَعَالَى الله علوا كَبِيرا
قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَلَو شَاءَ الله أَن يزِيل فعل الفاعلين مِمَّا كرهه أزاله وَلَو شَاءَ أَن يجمع خلقه على شَيْء وَاحِد لفعله إِذْ هُوَ قَادر على