"إنِّي سأحدِّثكُم ما حَبَسَني عنكم الغَداةَ:
إنِّي قمتُ من اللَّيلِ، فصلَّيتُ ما قُدِّرَ لي، فنَعَسْتُ في صَلاتي حتى [استثقَلتُ] (?) فإذا بربّي عَزَّ وَجَلَّ في أحسنِ صورةٍ، فقال: يا مُحَمَّد، أتدري فيمَ يختصمُ المَلأ الأعلى؟ قلتُ: لا أدري يا ربِّ، قال: يا محمَّدُ، فيمَ يَختصِمُ الملأ الأعلى، قلت: لا أدري يا ربِّ، فرأيتُهُ وضعَ كَفَّه بين كَتِفَيّ، حتى وَجَدْتُ بَرْدَ أنامِلِهِ بينَ صَدْري، فتجلَّى لي كلُّ شَيءٍ، وعَرَفْتُ، فقال: يا محمَّدُ، فيمَ يختصِمُ الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّاراتِ، قال: وما الكفّاراتُ؟ قلتُ: نَقْلُ الأقْدامِ إلى الجُمُعاتِ، وجُلوسٌ في المساجِدِ بعد الصلاةِ، وإسباغُ الوضوءِ عِنْدَ الكريهاتِ، قال: وما الدَّرَجاتُ؟ قلت: إطعامُ الطعام، ولِينُ الكلام، والصلاةُ والناسُ نيام، قال: سَلْ، قلتُ: اللَّهُمَّ إني أسألُكَ فِعلَ الخَيْراتِ، وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وحُبَّ المَساكينِ، وأنْ تَغْفِرَ لي، وتَرْحَمَني، وإذا أردتَ فتنةً في قومٍ فتوَفَّني غيرَ مفتونٍ، وأَسألُكَ حُبَّكَ، وحُبَّ من يُحِبُّكَ، وحُبَّ عَمَلٍ يقرّبُني إلى حُبِّكَ".
وقالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"إنَّها حقٌّ فادْرسُوها وتَعَلَّمُوها" (?).