وعليه قالوا: الكلامُ ليسَ بحُروفٍ ولا أصْواتٍ، والمتكلِّمُ: مَن قامَ به الكلامُ، لا من أوجَدَ الكلام.
وهذا عندَهم عامٌّ في كلّ كلامٍ.
وقد نَصَروهُ ببعض الشُّبَه حَسِبوها أدلَّةً، فقالوا: دلَّ على صِحَّةِ ما قُلْنا اللُّغَةُ والشَّرْعُ.
أمَّا اللُّغَة، فإنَّ العربي يقولُ. (كان في نفسِي كلامٌ) و (كانَ في نفسِي قولٌ) و (كان في نفسِي حديثٌ).
وقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "زوّرتُ في نفسِي كلاماً فأتى أبو بكر فزادَ عليه" (?).
فسمَّى عُمَرُ ما في نفسِهِ كلاماً.
وقال الأخطل:
لا تعجبنَّكَ مِنْ أثيرٍ خُطْبَةٌ ... حتى يكونَ مع الكَلام أصِيلا
إنَّ الكَلامَ لَفِي الفؤادِ وإنَّما ... جُعِلَ اللِّسانُ على الفُؤادِ دليلًا