وعليه قالوا: الكلامُ ليسَ بحُروفٍ ولا أصْواتٍ، والمتكلِّمُ: مَن قامَ به الكلامُ، لا من أوجَدَ الكلام.

وهذا عندَهم عامٌّ في كلّ كلامٍ.

وقد نَصَروهُ ببعض الشُّبَه حَسِبوها أدلَّةً، فقالوا: دلَّ على صِحَّةِ ما قُلْنا اللُّغَةُ والشَّرْعُ.

أمَّا اللُّغَة، فإنَّ العربي يقولُ. (كان في نفسِي كلامٌ) و (كانَ في نفسِي قولٌ) و (كان في نفسِي حديثٌ).

وقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "زوّرتُ في نفسِي كلاماً فأتى أبو بكر فزادَ عليه" (?).

فسمَّى عُمَرُ ما في نفسِهِ كلاماً.

وقال الأخطل:

لا تعجبنَّكَ مِنْ أثيرٍ خُطْبَةٌ ... حتى يكونَ مع الكَلام أصِيلا

إنَّ الكَلامَ لَفِي الفؤادِ وإنَّما ... جُعِلَ اللِّسانُ على الفُؤادِ دليلًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015