شَديدًا" (?).

• ذكر ما جر إليه إطلاق هذا القول من البدع:

الألفاظُ المُبْتَدَعةُ لو كانَ المقصودُ منها حسَنًا فإنَّها لا تَخلو من مَفْسَدَةٍ شَرْعيَّةٍ، ولو لَمْ يقَعْ بسَببها إلاَّ الإِحداثُ المذمومُ لكانت حريّةً بأن تُنْبَذَ وتُتركَ، فكيفَ إذا كانت بابًا لِبدَعٍ أعظمَ منها، ولمفاسِدَ أكبرَ منها، شأنَ هذه البدعةِ، فإنَّه كانَ من مقصودِ مُبْتَدِعها الرَّدَ على اللفظية الجَهمية الذين أطلَقوا القولَ: (ألفاظنا بالقرآن مخلوقة) فقابلوا باطِلَهم بباطِلٍ، وبدعَتَهُم ببدعةٍ، ولقد كانَ يكفِيهم ما كفى غيرَهم من أئمَّةِ الهُدى كالإِمام أحمد وغيره، فيُبْطِلوا البدعةَ بدلائل القرآنِ، ويكْشِفوا زيْفَها بواضِح البَيان، مَعَ الاستغناءِ عن الألفاظِ المُحْدَثة، ولكنَّها زلّةٌ كانَت، فالله المستعان.

وقد حَدَثَت بسبَبها بدعتانِ شَنيعتان، وقعَتا من بعضِ الجَهَلة لامِمَّن ذكَرْنا من الأئمَّةِ:

البدعة الأولى: القول بأنَّ فعْلَ القارئ الذي هو صَوتُه وحركتُهُ بالقراءةِ غيرُ مخلوق.

فجعَلوا ذلك من كلام الله، وصَوْتَ القارئِ هو صَوْتُ الله، وهذا ضَلالٌ مُبينٌ، وزَيْغٌ عن الصراطِ المستقيم، وهو باطلٌ من وجوهٍ كثيرةٍ:

1 - أنَّ أفعالَ العبادِ جميعًا مخلوقةٌ، وهي عقيدةُ السَّلَف الكِرام.

قالَ اللهُ تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015