وفي غرة شهر ربيع الأول تقدم السلطان إلى حصون المداد وترك على كل حصن منها محطة حتى تسلم جميعها إلا الحصن الذي يسمي ريسان فان ولد علي بن محمد بن مظفر أقام فيه وهرب والده علي بن محمد بن مظفر وترك البلاد بأسرها فأقام السلطان فيها نواباً من غلمانه الثقات ورجع إلى تعز فدخلها صبح يوم الأحد الحادي والعشرين من الشهر المذكور وكانت غيبته عن تعز عشرين يوماً.
قال علي بن الحسن الخزرجي عامله الله بإحسانه وحدثني الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الناشري أن عسكر السلطان سار إلى بلد الهمول في شهر ربيع الأول المذكور فكبسوا واحدة من قراها في ليلة الجمعة الخامس من شهر ربيع الأول المذكور فاخبروا انهم وجدوا فيها مولودة صغيرةً لها أربع أيادي وأربع أرجل فسبحان الخلاق العليم القادر على ما يشاءُ.
وفي العشر الأواخر من الشهر المذكور انفصل القاضي شرف الدين سليمان ابن علي الجنيد عن القضاء بزبيد وأمره السلطان قاضياً في مدينة تعز.
وتولى القاضي شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الناشري قضاء زبيد فسار بالناس سيرة صعبة أتعب فيها نفسه وغيره فكثر ساكوه هذا مع ورعه وعفته وفقهه ومعرفته. ففصله السلطان وأمّر أخاه القاضي موفق الدين علي بن أبي بكر الناشري. فكان استمراره يوم الأحد الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة. وكان قبل ذلك حاكماً في الأعمال الحيسية فنقله منها إلى زبيد في التاريخ المذكور.
وفي يوم الحادي والعشرين من لشهر المذكور تقدم السلطان من مدينة تعز إلى الثغر المحروس فدخلها يوم الاثنين السابع والعشرين منه.
وفي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من الشهر المذكور ظهرت هالة على الشمس لمضي ثلاث ساعات تقريباً إلى آخر الساعة السادسة. وكانت هالة كبيرة بينها وبين قرص الشمس من كل ناحية نحو من عشرة اذرع في رؤية العين. وكان لونها لوناً عجيباً لا يمكن أحد يعبر عنه عبارة حقيقية بل هو بحكم التقريب بين البياض