بدايته كنهاية غيره من أبناء جنسه. وكانت وفاته في العشر الأولى من صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه العالم أبو العباس أحمد بن موسى بن علي الجلاد النخلي الفرضي الحنفي وكان فقيهاً فاضلاً في مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى إماماً في الفرائض والجبر والمقابلة والحساب له مصنفات مفيدة اخذ عن والده وعن غيره وانتفع به خلق كثير لاسيما في الفرائض والحساب والهندسة. وكانت ولادته في الثامن والعشرين من ذي الحجة في آخر سنة سبعمائة. وتوفي في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة تقدم السلطان إلى فَشال وأمر بالمحطة على بني الدريهم الأَشاعر الذين قتلوا الشيخ علي بن محمد العجمي. وكانوا قد انتقلوا إلى الجبل وكثر فسادهم ونهبهم فلما حضرهم السلطان أذعنوا وطلبوا الذمة وبذلوا الدخول تحت الطاعة وتسليم الأدب فأذمّ عليهم السلطان وأمرهم برفع المحطة عنهم.
وفي هذا التاريخ استمر الأمير سيف الدين مبارك شادّ مقطعاً في حَرَض عوضاً عن الأمير فخر الدين أبي بكر بن بهادر السنبلي. ورجع السلطان إلى زبيد فدخلها يوم السبت الرابع والعشرين من المحرم. وتقدم السلطان إلى تعز يوم الخميس التاسع والعشرين من الشهر المذكور فكان دخوله تعِز يوم الأحد الثالث من صفر.
وفي هذا التاريخ وصل الإمام إلى بعدان في جيش أًجيش فحط عليهم ولم يبرح يقاتلهم أياماً حتى أن أهل بعدان سيبوا الماء في أجوال هنالك مزروعة قضباً فأقام الماءَ يوماً وليلة. فلما كان اليوم الثالث فتحوا الحرب واستجروا عسكر الإمام حتى أبعدوا بهم وقد جعلوا كميناً. فلما أمعن أصحاب الإمام في الطلب لأهل بعدان عطفوا عليهم وثار الكمين من موضعه ولزموا لهم الطرق فلم يجدوا طريقاً إلا في ذلك القضب الذي قد سيب فيه الماء فرسبت الخيل والرجل فقتل منهم طائفة. فكان ذلك سبب هزيمتهم وارتفع الإمام وسار إلى ذمار.