باب السلطان فقابلهم السلطان بالقبول التام وأقاموا على الإعزاز والإكرام فلما انقضى شهر شوال طلبوا الفسح في إقبال الحج والموسم فزودهم السلطان وتقدموا في أول شهر ذي القعدة. فلما وصلوا قريباً من المحالب انحازوا إلى طوائف المفسدين وقصدوا مدينة المحالب في جمع كثيف فخرج إليهم أميرها يومئذ وهو الركن بن الهمام فيمن كان معه لقتالهم فانهزم هو فقتلوه وقتلوا جماعة ممن معه ونهبوا أطراف البلاد. ثم توجهوا نحو حَرَض فخرج إليهم أميرها يومئذ بهادر الشمسي فقتل كبراءَهم وشتت شمل الباقين. ولما علم بهم صاحب مكة منعهم من دخولها فلم يدخل أحد منهم إلا سرّاً.

وفي هذه السنة كتب السلطان رحمه الله تعالى لأصحاب الشرج العليا من وادي زبيد بزيادة معاد في القطيعة وذلك في سبع جهات وهي المأوى والبقر والريان ونابط ومبرج والنقض والبداني صدقة مستمرة. وتصدق على أهل ضاحي جميعاً بان نكون قطيعتهم دينارية في كل معاد واحد إلا ما سقى بالوادي فانه يكون في كل عشرة معاود منه مد ديواني. وهذا معدود من أفعاله الحسان.

وفي هذه السنة توفيت الآدر الكريمة جهة الطواشي جمال الدين طعن الأفضلي الأشرفي والدة مولانا السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن العباس وكانت عقيلة الزمن وسيدة نساء ملوك الشام واليمن

وإذا لم تجد من الناس كفئا ... ذات خدرا أرادت الموت بعلا

وكان لها الآثار الحسنة. والأفعال المستحسنة. ومن مآثرها المسجد الذي ابتنته على باب دارها دار الأمان في ناحية المغربة من مدينة تعز وهو مسجد حسن واسع وجعلت فيه بركة ومطاهر وجرت إليه ساقية من الماء ينتفع به الناس نفعاً عاماً ولها عدة مكارم. وكانت تفعل الخير كثيراً وعتقت عند موتها كثيراً من الجواري والخدام وأوصت بصدقة مستكثرة على الفقراء والمساكين وعلى جملة أناس معينين وأوصت بحجة وزيارة.

قال علي بن الحسن الخزرجي عامله الله بإحسانه فندبني السلطان رحمه ال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015