لم يحكه الفضل ولا جعفر ... كلا ولا يحيى ولا خالدُ

كالبدر والبحر وليث الشري ... والود إلا أنهُ واحدُ

وكان حسن السياسة. كامل الرياسة. له فكرُ ثاقب. ورأْيُ صائب. فصيح اللسان. كثير الفضل والإحسان. سخيّاً وفيّاً. أبيّاً ذكيّاً

أعدى الزمان سخاوةً بسخائه ... ولقد يكون به الزمان بخيلا

ولي الوزارة في سنة أربع وسبعين وتوفي في المحرم من سنة إحدى وثمانين وعمره أقل من خمسين سنة والله أعلم. وكانت وفاته في مدينة تعز وقبره بالأجيناد. ولما توفي في تاريخه المذكور ولي الوزارة بعده ولده القاضي نور الدين علي بن عمر بن أبي القاسم بن معيبد وكان مدة وزارة القاضي تقي الدين المذكور ست سنين وعشر أشهر وثمانية أيام.

وفي سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة رجع السلطان من عدن إلى زبيد فأقام في زبيد مدة السبوت وغزا بلاد بني ثابت فقبضها وقبض حصن قوارير.

وفي شهر صفر من السنة المذكورة وصل الأمير فخر الدين أبو بكر بن بهادر السنبلي من مكة المشرفة وصحبته محمل الحج والعلم المنصور فوشي به بعض الوشاة إلى السلطان وروي عنه ما كان وما لم يكن فاعتقله السلطان وسجنه فأقام في السجن معتقلاً إلى يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان ثم أطلقه. ولما انقضى رسم النخل بوادي زبيد تقدم السلطان إلى تعز فأقام بها وفي أواخر شهر رجب تقدم السلطان إلى مدينة الجوة فأقام فيها وفي البياض إلى الخامس عشر من شعبان. ثم طلع تعز فأقام فيها وصام شهر رمضان هذه السنة في تعز. وفي يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان أطلق السلطان الأمير فخر الدين أبا بكر بن بهادر السنبلي من السجن لما تحقق براءَته مما قيل عنه. وكان السلطان رحمه الله حليماً كريماً متأَنياً. ولو كان عجولاً لكان قد اتلف طوائف من الناس. وهذه من شيم الملوك قلَّ أن يوجد في الملوك مثله

أمتعنا الله به وزاده ... في الأرض تمكيناً وعزّاً وعلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015