الأديب المذكور. فطلع في شهر شعبان من سنة اثنين وعشرين فأمره في القضاء الأكبر فأقام بقية أيام الملك المنصور. فلما عاد الملك المجاهد في السلطنة استأذنه القاضي أبو بكر بن الأديب في الرجوع إلى بلاده فأذن له فسار إلى بلاده فأقام فيها إلى أن توفي وكانت وفاته في الحادي والعشرين من جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة ست وعشرين تقدم السلطان إلى تعز في شهر المحرم فكان دخوله تعز يوم الثاني والعشرين من الشهر المذكور في عسكر جيد. وطلع معه الزعيم عشية فحط السلطان في بستان الشجرة ونزل أهله إليه في دار الشجرة نحواً من تسعة أيام فخرج الزعيم عشية من العشايا يسير فبينما هو يلعب على فرسه إذا اصطدم هو وفارس آخر فسقط الزعيم عن ظهر حصانه سقطة شنيعة غاب حسه فيها ساعة من نهار. فلما أفاق حمل إلى داره على بغلة ومعه من يشده عليها فركب السلطان في النهار الثاني إلى قريب من دار الزعيم يريد زيارته ورجع ولم بزره. ويقال انه زاره في وقت آخر والله اعلم. ثم تقدم السلطان إلى الجند وكان تقدمه إليها يوم الأحد الرابع عشر من صفر فأقام فيها يوماً أو يومين. ثم أمر ابن شكر أن يتقدم إلى تهامة ويقف فيها فتقدم من الجند إلى تهامة وتقدم السلطان إلى عدن فكان خروجه من الجند يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر المذكور فحط في الرجامية. ثم سار منها إلى عدن فوصل الأحبة يوم الثالث والعشرين من صفر فلبث إلى صبح الخميس الخامس والعشرين من الشهر المذكور ثم غزا المياه يوم الخميس وكان في المياه عسكر من قبل الظاهر فحصل بين العسكرين حرب عظيم فانهزم العسكر الظاهري هزيمة شنيعة. وقتل منهم مقتلة عظيمة نحو من سبعين رجلاً فيهم عمر بن السواق هذا ولم ينصح غالب العسكر ولما انهزم العسكري الظاهري منعهم الظاهر من دخول عدن فوقفوا في المياه. وقتل من العسكر المجاهدي أربعة نفر أحدهم شاوش البغلة يقال له أبو بكر بن حمزة ثم أقام السلطان في الأحبة ستة أيام. ثم حصل آخر فقتل من عسكر السلطان فارسان ولزم ابن أخي ابن السوع وانهزم عسكر مولانا السلطان إلى جبل حديد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015