استخرج خطاً من السلطان بإعادته على أسبابه دافعه ابن الأديب بالكلام. ولما طال انقطاعه استخرج من السلطان الملك المجاهد خطاً بالعود على أسبابه فلم يساعده ابن الأديب فسار إلى عدن في شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة فتوفي في الطريق رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه أبو حفص عمر بن عبد الله بن سليمان الكندي نسباً والعتمي بلداً. وكان مولده سنة سبعين وستمائة تقريباً. وكان تفقه بأبي القسم والأصبحي محمد بن أبي بكر وبصالح بن عمر البريهي. وكان إمام مدرسة حسن بن فيرقذ إلى أن توفي في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد بن إسماعيل بن مسيح. وكان ميلاده لأربع بقين من رمضان سنة اثنين وتسعمائة. كيوسف بن عبد الملك. وكان معروفاً بجودة الفقه ودرس مع بني بطال مدة ونظر في كتبهم وانتفع بها انتفاعاً جيداً. وكانت وفاته على الطريق المرضي في مستهل القعدة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الفاضل أحمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن الفقيه عمر بن الهيثم المشهور. وكان ذا فضل ودين ومعرفة بالفقه. وامتحن بالعمى في آخر عمره. وقتله أهل الفساد في شهر شعبان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين بن أبى السعود الهمداني. وكان ميلاده ليلة الأحد الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة من سنة ثمان وستمائة تفقه بالفقيه صالح بن عمر ورزق بصيرة في العلم وزهداً في الدنيا وتوفيقاً في الدين واليه أشار أهل بلده بل آهل عصره في الدين والصلاح ويذكرون له كرمات لا تحصى تدل على خيره وفضله وغالب اشتغاله بالفقه مع كمال العبادة. وكان يزوره العلماء والفقهاء وأرباب الدولة في زمانه ويتبركون به. وكان كثير الورع وإطعام الطعام آلي أن توفي على الطريقة المرضية يوم الخميس من شهر شوال من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015