من الحبشة يقال له جداية بكسر الجيم ودال مهملة وألف بعدها ياءُ مثناة من تحت مفتوحة وآخرها هاءُ. وكان يعرف بالزيلعي اخذ عن ابن زاك بحراز ثم عن الغيثي بوصاب وأخذ عن المقري عدا المذكور أولاً. وكان مجوداً في علم القراءات والنحو وعنه اخذ جماعة. وكانت وفاته في صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الفضل أبو الحسن علي بن محمد الأصبحي تفقه بالإمام علي بن أحمد الأصبحي تفقهاً جيداً ثم سار إلى زبيد فتفقه ببعض فقهائها. وكان على ذاك يسكن في مدينة زبيد إلى أن توفي بها في السنة المذكورة وقيل بعدها والله اعلم.

وفيها توفي الفقيه البارع أبو عبد الله محمد بن علي بن جبير. وكان ميلاده في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستين وستمائة. وكان فقيهاً مجتهداً في بدايته بخاله الفقيه محمد بن أبي بكر الأصبحي ثم بالأمام أبي الحسن علي بن أحمد الأصبحي ثم بصالح بن عمر البريهي ثم بفقهاء تعز كأبن الصفي وابن النحوي وغيرهما. ثم ارتحل إلى عدن فأدرك بها ابا العباس أحمد ابن علي الحرازي وابا العباس القزويني فأخذ عنهما وأخذ عن التاجر المعروف بالشهاب صقر الكريني ثم عاد إلى بلده. وكانت وفاته في المحرم من السنة المذكورة. وقيل في الحجة من السنة التي قبلها رحمه الله تعالى والله اعلم.

وفي هذه السنة توفي الفقيه البارع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن عبد الحميد الحيلوتي نسبة إلى كورة حيلو وهو جبل ببلاد فارس. وكان ميلاده سنة ثمان وأربعين وستمائة في بلد فارسي. وكان فقيهاً عارفاً يعرف كتاب الحاوي معرفة تامة لم يقد اليمن من هو اعرف منه به وصنف على منواله كتاباً اكبر منه سماه بحر الفتاوى. وقدم إلى تعز من طريق الحجاز في سنة سبع عشرة وسبعمائة ولم يكن غرضه الوقوف في اليمن فأجتمع به القاضي يومئذ عمر بن أبي بكر العراف في ذي عدينة فأكرمه وانصفه ولازمه على الوقوف فوقف في المدرسة المؤيدية مدرساً في دار الضيف وصار يتردد للتدريس إلى المؤيدية ثم ضعف فاستناب أبا بكر بن جبريل. ثم حصل بينه وبين ابن الأديب وحشة فعزله عن أسبابه كلها ونسبه إلى صحبة أعدائه. وكان كلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015