فقتل بينهم عباس بن أبي سقرة وكان من وجوههم وفرسانهم. وكان في ثامن الشهر أغاروا على الأجنة فقتل أيضاً أحمد بن سقرة وكان أعظم من أخيه محلاً فيهم. وفي يوم العشرين من القعدة تجمعوا جموعاً كثيرة وقصدوا الأجنة أيضاً ولم يستقروا عندها فرجعوا طريق الرحاح فتبعهم العسكر وأدركوهم بعد العصر وقد أصابهم سموم وتفرقوا فقتل العسكر منهم نحواً من أربعين رجلاً فانكف شرهم وفسادهم.

وفي سنة سبع وسبعمائة جاءت النجوع إلى ناحية حوض فجرد السلطان لهم إلى تلك الناحية نحواً من ثلاثمائة فرس من حلقته المنصورة فأغاروا عليهم وشتتوا شملهم.

وفي هذه السنة المذكورة هرب الشريف محمد بن خالد من زبيد وكان السلطان يومئذٍ بها وترك رهينة أمه وأخته.

وفي جمادى الأولى خالف والي سبعان على الأمير تاج الدين وباع الحصن على السلطان فصدهُ الأمير تاج الدين وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة فجرد السلطان لحرب الأمير تاج الدين سيف الدين طغريل وسار معه بالمنجنيق لرمي عزان فلما صار بالضلع التقى بالأمير تاج الدين وأخيه الأمير علم الدين حمزة أو كان ملتقاهم اسفل عقبة بكر فاتفقوا على الصلح وعلى خدمة السلطان وحلفهما على ذلك وخلع عليهما ورجع إلى محطته ومعه الأمير علم الدين حمزة فلما أصبحوا من النهار الثاني طلعت الأعلام السعيدة المنصورة السلطانية حصن بكر وخفقت ذوائبها هنالك طاعة السلطان. ثم نزل الأمير تاج الدين إلى المحطة فانصفه الأمير سيف الدين وخلع عليه وأعطاهُ جنداً وكساً غلمانه وأصحابه. وانعقد الصلح بينهم وبين السلطان خمس سنين وتوجه الأمير سيف الدين إلى الباب الشريف وصبحته الأمير علم الدين حمزة ابن أحمد صهر الأمير تاج الدين محمد بن أحمد ولم يكن وصل أبواب السلطان قبل ذلك. وكان معه ابن أخيه عبد الله بن تاج الدين وجماعة من العرب.

وفي هذه السنة عزم الأمير سيف الدين سلار نائب السلطنة في الديار المصرية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015