للحرب الفريقان رأى الملك المسعود أنه مغلوب لا محالة فأذعن إلى الصلح قبل اصطدام الخيل فقبض العسكر السلطاني عليه وعلى ولده أسد الإسلام. وكان ذلك في المحرم من السنة المذكورة فساروا بهما إلى الحرم الشريف السلطاني فحنا عليهما واسكنهما دار الأدب من حصن تعز فأقاما فيه أياماً ثم أطلقهما وأمرهما بسكنى حيس. وقدر لهما جامكية جيدة حاملة لهما ولمن معهما من حاشيتهما وخدمهما
مكارمُ تسع الجاني بنائلها ... وتُورث الضد عزّاً بعد إذلال
وفي شهر صفر من السنة المذكورة نزل الملك المظفر متبرئاً من صنعاء ولم يكن دخلها إنما كان واقعاً في ذمار. وفي شهر ربيع الأول قتل الشيف سليمان بن محمد بن سليمان بن موسى قتله عبيدة بالوادي الحار. وفي شهر ربيع الآخر طلع الأمير سيف الدين طغريد للمحطة على حصن شَخَبٍ فوثب عليه. ولزم جماعة من مشائخ مذحج. ونزل في آخر ليلة من جمادى الآخرة. وهي ليلة السبت وقع مطر عظيم في قطر اليمن فعمَّ اليمن كله. وكان حدوثه على مضي النصف من الليلة المذكورة. وكان فيه رعد عظيم وريح شديدة. وكان معزم المطر في تهامة حتى قيل إنها أخرجت سفناً من ساحل الشرجة والأهواب بما فيها. وطرحتها على الساحل. وهدمت حصوناً شامخة في جبال تهامة وأقلعت أشجاراً عظيمة بأصولها.
قال المصنف رحمه الله وأظنها المطرة التي تسمى مطرة السبت فإنها مشهورة مذكورة. وكانت في آخر المائة السابعة وقل من يعرفها في عصرنا هذا سنة ست وتسعين وستمائة. وأدركت جماعةً ممن يعرفها وقد انقرضوا الآن لتقادم العهد. وفي شهر شعبان طلع الأمير جمال الدين علي بن بهرام إلى مأرب فعمر الحرمة وأعاد أمورها كما كانت على أَحسن قاعدة ملوكية.
وفي هذه السنة توفي الإمام مظهر بن يحيى وكانت وفاته يوم الاثنين الثاني عشر من شهر رمضان المعظم من السنة المذكورة. وكانت بذروان حجة. وفي النصف الثاني من شهر رمضان المذكور طلع الملك المظفر إلى صنعاء. وقد كان