وفيها توفي الفقيه الفاضل أحمد بن البناء واصله من ظفار الأشراف. تفقه في بدايته في مذهب الزيدية ثم غرز عمله فصار مجتهداً لا يقلد إماماً ولا غيره. وكان كثير العزلة عظيم الورع إلى أن توفي في السنة المذكورة وقيل كانت وفاته في سنة خمس وسبعين وستمائة.

وفي هذه السنة توفي السيد الأجل الفاضل يحيى بن محمد بن أحمد بن علي بن سراج بن الحسن السراجي نسبة إلى جده سراج أحد الأشراف الحسينيين وكان إماماً كبيراً في مذهب الزيدية وعليه عكفوا مدة حتى أدعى الإمامة ونزل مع قوم يقال لهم بنو فاهم في حصن لهم وأطبق على أجابته خلق كثير من الناس وحسده الأشراف الحسينيون على الرئاسة. وكانت قراءَته للعلم في تهامة على الإمام أبي العباس أحمد بن موسى بن عجيل. ولما ادعي الإمامة كما ذكرنا كان الأمير في صنعاءَ يومئذٍ الأمير علم الدين الشعبي فحبسه أياماً ثم كحله فأرسل الله على الذين لزموه الجذام حتى أن الرجل إذا أصابه هذا الداء يعتزل في كهف من الكهوف لئلا يتعدى الداءُ منه إلى غيره ولا يدري حتى قد انبعث الداءُ بالباقين من أهله. ثم تغيرت روائحهم بحيث لا يستطيع أحد أن يقربهم من نتن الرائحة فهلك كثير منهم في مدة يسيرة وألقى الله بينهم العداوة والبغضاء فما برح بعضهم يقتل بعضاً حتى قلَّ عددهم ولم يبق منهم إلا اليسير. وأَقام السيد في صنعاءَ مكحولاً يؤخذ عنه العلم ويأتيه النذور من المسلمين إلى أن توفي في صفر من السنة المذكورة في مدينة صنعاء وقبر في مسجد الأجذم وقبره من اجل المزارات الصنعائية يتبرك بالدعاء عنده وتستنتج عنده الحوائج فتقضى. قال ابن عبد الحميد زرته مراراً ورأَيت منهُ آثاراً حميدة. ويوجد عنده رائحة المسك ليلة الاثنين وليلة الجمعة رحمه الله تعالى.

وفي سنة سبع وتسعين ركب الملك المسعود فيمن معه من العساكر التي جمعها من المخلاف الأَسفل ومن انضم إليه من أهل الجوف وغيرهم يريد المحالب فواجهه العسكر السلطاني المؤيدي صحبة الملك الظافر عيسى ابن الملك المؤَيد. والصاحب علي بن محمد التحيوي فيما بين المحالب وحرض فلما تراءَى الجمعان وتهيأَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015