وأخبرني الفقيه محمد بن إبراهيم الصنعاني قال اخبرنا شيخنا الفقيه العلامة نفيس الدين سليمان بن إبراهيم العلوي قال حدثني جدي القاضي شرف الدين أبو القاسم بن عبد الرحمن الأشرفي أنه قال وجد ورقة مكتوبة بخط القاضي بهاء الدين فاستضعف خطه جداً. ثم أرسل بها إلى السلطان الملك المجاهد رحمه الله يعجبه من ذلك فأجاب رحمه الله نعم سيد الوزراء لسيد الملوك هذا لفظه بعينه. وكان أيضاً خطيباً مصقعاً لبيباً ذا دهاءٍ وسياسة ولم حسن نظر في تدبير المملكة. وكان يحترم الفقهاءَ ويجلهم وهو أول من جمع له الوزارة والقضاء باليمن في الدولة المظفرية. وبعده القاضي موفق الدين علي بن محمد اليحيوي في الدولة المؤَيدية. ثم القاضي موفق الدين عبد الله بن علي بن محمد اليحيوي في الدولة المجاهدية ثم القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن علي بن عباس في الدولة الأشرفية. وهؤلاءِ جملة من جمع له القضاء والوزارة إلى هذا التاريخ وهو سنة اثنين وثمانمائة. ولم يزل القاضي بهاء الدين في وظيفتي الوزارة وقضاء الأقضية كما ذكرنا إلى أثناء سنة أربع وتسعين وستمائة. فلما كان في شهر جمادى الأخرى من السنة المذكورة. وأقام السلطان المظفر رحمه الله ولده الملك الأشرف في الملك والمملكة وقلده أمور البلاد والعباد. أشار القاضي بها الدين على السلطان الملك المظفر أن يكون أخوه القاضي حسام الدين حسان وزيراً للأشراف. فأمر الخليفة بذلك وبقي القاضي بهاء الدين على قضاء الأقضية وأخوه حسان يراجعه بما يرد عليه من أمر التهائم إلى أن توفي القاضي بهاء الدين في النصف من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة سنة خمس وتسعين وستمائة رحمه الله.

وفي هذه السنة توفيت الدار الشمسي وهي ابنة السلطان الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول. وكانت امرأَة عاقلة عفيفة حازمة لبيبة. وكانت تحب أخاها المظفر حبّاً شديداً ويحسّنِ سياستها وتدبيرها حتى اتصل بالملك إذ كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015