الصغرى
عبد الله ووجوه العسكر فملكوا بعض العرصة. واصطدموا صدمة أُخرى فاهتزمت الجحافل وولوا الأدبار وهم معظم عسكره فرجع إلى الدرب على حامية وقد نهبت خزانته وآلتهُ وأحاطت العساكر بالدرب من كل ناحية فدخل عليه ابن أخيه محمد الناصر ووقف معهُ مليّاً ثم خرجوا جميعاً إلى خيمة قد ضربت فلم يزالوا بهِ حتى تقيد هو ووالداه وأقاموا بقية يومهم هنالك. واصبحوا سائرين إلى الجوة. وكان السلطان الملك الأشرف واقفاً بها منتظراً لما يحدث من إخبارهم فلما أتاهُ العلم بتقييدهم بكى بكاءً شديداً وأمر بإكرامهم وأرسل بهم إلى حصن تعز فوصلوا يوم الأحد التاسع عشر من المحرم من السنة المذكورة فاسكنوا دار الأدب. وأمر السلطان الملك الأشرف لهم بترتيب الأطعمة والأشربة وجعل عليهم خادماً اسمهُ كافور البتولي. وكان إذ ذاك مقدماً على المماليك فكان فيما يقال عنهُ يكسر الخبز إذا دخل عليهم وربما يفتش الربادي. ولما صار في السجن كما ذكرنا كتب إليه الفقيه أبو بكري بن محمد بن عمر اليحيوي كتاباً يقول فيه:) بسم الله الرحمن الرحيم. والضحى والليل إذا سجى (. ما ودعك ربك ضعيفاً.