أَو الْحَالة الَّتِي تشكل على فأستغفر الله تَعَالَى ألف مرّة أوأكثر أَو أقل حَتَّى ينشرح الصَّدْر وينحل إِشْكَال مَا أشكل قَالَ وأكون اذ ذَاك فِي السُّوق أَو الْمَسْجِد أَو الدَّرْب أَو الْمدرسَة لَا يَمْنعنِي ذَلِك من الذّكر وَالِاسْتِغْفَار إِلَى أَن أنال مطلوبي
قَالَ هَذَا الصاحب وَلَقَد كنت فِي تِلْكَ الْمدَّة وَأول النشأة إِذا اجْتمعت بِهِ فِي ختم أَو مجْلِس ذكر خَاص مَعَ أحد الْمَشَايِخ الْمَذْكُورين وتذاكروا وَتكلم مَعَ حَدَاثَة سنه أجد لكَلَامه صولة على الْقُلُوب وتأثيرا فِي النُّفُوس وهيبة مَقْبُولَة ونفعا يظْهر أَثَره وتنفعل لَهُ النُّفُوس الَّتِي سمعته أَيَّامًا كَثِيرَة بعقبه حَتَّى كَانَ مقاله بِلِسَان حَاله وحاله ظَاهر لَهُ فِي مقاله شهِدت ذَلِك مِنْهُ غير مرّة
قلت ثمَّ لم يبرح شَيخنَا رَحمَه الله فِي ازدياد من الْعُلُوم وملازمة الِاشْتِغَال والاشغال وَبث الْعلم ونشره وَالِاجْتِهَاد فِي سبل الْخَيْر حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ الامامة فِي الْعلم وَالْعَمَل والزهد والورع والشجاعة وَالْكَرم والتواضع والحلم والإنابة وَالْجَلالَة والمهابة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَسَائِر أَنْوَاع الْجِهَاد مَعَ الصدْق والعفة والصيانة وَحسن الْقَصْد وَالْإِخْلَاص والابتهال إِلَى الله وَكَثْرَة الْخَوْف مِنْهُ وَكَثْرَة المراقبة لَهُ وَشدَّة التَّمَسُّك بالأثر وَالدُّعَاء إِلَى الله وَحسن الْأَخْلَاق