وَالِده وَكَانَ من كبار الْحَنَابِلَة وأئمتهم فدرس بعده بوظائفه وَله إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة واشتهر أمره وَبعد صيته فِي الْعَالم وَأخذ فِي تَفْسِير الْكتاب الْعَزِيز فِي الْجمع على كرْسِي من حفظه فَكَانَ يُورد الْمجْلس وَلَا يتعلثم وَكَذَا كَانَ الدَّرْس بتؤدة وَصَوت جَهورِي فصيح
وَقَالَ بعض قدماء أَصْحَاب شَيخنَا وَقد ذكر نبذة من سيرته أما مبدأ أمره ونشأته فقد نَشأ من حِين نَشأ فِي حجور الْعلمَاء راشفا كؤوس الْفَهم راتعا فِي رياض التفقه ودوحات الْكتب الجامعة لكل فن من الْفُنُون لَا يلوي إِلَى غير المطالعة والاشتغال وَالْأَخْذ بمعالي الْأُمُور خُصُوصا علم الْكتاب الْعَزِيز وَالسّنة النَّبَوِيَّة ولوازمها وَلم يزل على ذَلِك خلفا صَالحا سلفيا متألها عَن الدُّنْيَا صينا تقيا برا بِأُمِّهِ ورعا عفيفا عابدا ناسكا صواما قواما ذَاكِرًا لله تَعَالَى فِي كل أَمر وعَلى كل حَال رجاعا إِلَى الله تَعَالَى فِي سَائِر الْأَحْوَال والقضايا وقافا عِنْد حُدُود الله تَعَالَى وأوامره ونواهيه آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر بِالْمَعْرُوفِ لَا تكَاد نَفسه تشبع من الْعلم فَلَا تروى من المطالعة وَلَا تمل من الأشتغال وَلَا تكل من الْبَحْث وَقل أَن يدْخل فِي علم من الْعُلُوم من بَاب من أبوابه إِلَّا وَيفتح لَهُ من ذَلِك الْبَاب أَبْوَاب ويستدرك مستدركات فِي ذَلِك الْعلم على حذاق اهله مَقْصُوده الْكتاب وَالسّنة وَلَقَد سمعته فِي مبادىء أمره يَقُول إِنَّه ليقف خاطري فِي الْمَسْأَلَة وَالشَّيْء