.. زاهد عَابِد تَقِيّ نقي ... فهمه لَا يُقَاس بالأفهام
ابْن تَيْمِية يتيمة دهز ... مَا لَهُ من مساوم ومسامي
فجعت فِيهِ كل أهل البرايا ... جمعهَا للعلوم وَالْأَحْكَام
أوحد فِي الْعُلُوم وَالْفضل والزهد ... لَا يرأى فِي مِلَّة الْإِسْلَام
بَحر علم يغوص كل لَبِيب ... فِي مَعَانِيه حَار كل الْأَنَام
فاق بِالْعلمِ والفضائل بالخلق ... فأضحى إِمَام كل إِمَام
إِن يكن غَابَ شخصه وتوارى ... وَمَضَت روحه لدار السَّلَام
فمناقبه والفضائل تبقى ... فِي ممر الدهور والأعوام
سيد قد علا بِعلم وحلم ... فعداه لَدَيْهِ كالأنعام
كم رَمَوْهُ الحساد بالكيد وَالْبَغي وَهُوَ لَا ينثني عَن الْأَقْدَام
طَالب الْحق لَا يخَاف لحيف ... وَهُوَ يحمي عَن ذرْوَة الْإِسْلَام
لَا يخَاف الْمُلُوك أَيْضا وَلَا الْخلق وَلَا العبيد مَعَ اللوام
كم مُلُوك أَتَى بجزم وعزم ... وَهُوَ فِي الله مسرع الاقدام
ولغازان إِذْ أَتَاهُ بقلب ... مَا أسود الغابات مَعَ ضرغام
فَتَلقاهُ بالبشاشة والرح ... ب والعطايا والعز والاكرام
أَخذ الْعَهْد مِنْهُ للنَّاس جمي ... عا بِأَمَان لكل أهل الشآم
نفس صَادِق تقبله الل ... هـ فأطاعه كل تِلْكَ الْأَنَام
وحماهم فِي الْحمى بخشوع ... وخضوع للْوَاحِد العلام ...