.. أَلا يَا تَقِيّ الدّين يَا فَرد عصره ... بروقك قد لاحت كشمس مضيئة

وَبَانَتْ لكل النَّاس أوصافك الَّتِي ... برزت بهَا مثل الْعُيُون الغزيرة

ظَهرت بأنواع الْعُلُوم وجنسها ... وسارت بهَا الركْبَان فِي كل بَلْدَة

فأظهرت مَا قد كَانَ للنَّاس خافيا ... بِكُل معَان والفنون الغريبة

وأوضحت إشْكَالًا وبينت مُبْهما ... وأبديت أسرارا بِنَفس عليمة

وَكم غصت فِي بَحر المعارف غوصة ... ولججت فاستخرجت كل يتيمة

ظَهرت بِإِحْسَان وَحسن سماحة ... وَدين وتوحيد وكل فَضِيلَة

خرجت من السجْن الَّذِي كَانَ ضيقا ... إِلَى دَار فوز فِي رياض فسيحة

وَقد نلْت من مَوْلَاك مَا كنت راجيا ... وأشهدك الْمَعْنى بِعَين قريرة

حملت على النعش الَّذِي كَانَ تَحْتَهُ ... مئين ألوفا فِي بكاء وضجة

وَصلى عَلَيْك الْحَاضِرُونَ جَمِيعهم ... بِحسن اعْتِقَاد فِيك يَا شيخ قدوة

وَأما النِّسَاء الْمُؤْمِنَات فَإِنَّهُنَّ ... خرجن حيارى فوجة بعد فوجة

ومعهن أبكار تحجبن بالتقى ... يَنحن بأكباد عَلَيْك حزينة

صبرت على الْأَحْكَام طَوْعًا وَطَاعَة ... وذقت من الآلام طعم البلية

وَكنت حمولا للنوائب كلهَا ... صبورا على الأقدار فِي دَار غربَة

وأوسعت صَدرا للمقادير عِنْدَمَا ... شهِدت جمال الْحبّ فِي كل خلْوَة

ولاحت لَك الْأَنْوَار بالمشهد الَّذِي ... تَطوف بِهِ الْأَنْوَار فِي روض جنَّة

وعاينت مَوْجُودا تعالت صِفَاته ... وشاهدت محبوبا بِعَين البصيرة ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015