.. أيا شَافِعِيّ الْوَقْت فِي ضبط نَقله ... نثرت على الْأَيَّام من لفظك الدرا
قنعت وَفِي الدُّنْيَا زهدت ديانَة ... وفارقتها واخترت ضَرَّتهَا الْأُخْرَى
أفضت على الْأَيَّام بَحر مَكَارِم ... وَعلم فأربحت المتاجر والأجرا
عجبت لقبر ضم جسمك تربه ... أيحوي الثرى فِي تربه الشَّمْس والبحرا
نقلت من الدُّنْيَا إِلَى ظلّ رَوْضَة ... وحزت الَّذِي أملت بالمقلة السهرا
وشاهدت فِي حسن الزِّيَادَة نَضرة ... وألبست وشيا عِنْد نظرتها نظرا
تدرعت أَثوَاب المحامد والتقى ... كعرضك بيضًا وابتدلت بهَا خضرًا
لَئِن نقل الْأَعْدَاء عَنْك ضَلَالَة ... رِوَايَة نقل مَا أحاطت بهَا خَبرا
وَإِن أودعوك السجْن مِنْهُم جَهَالَة ... فقد زِدْت قدرا عِنْدَمَا نَقَصُوا قدرا
فَمَا يختفي إِلَّا الْجَوَاهِر فِي الورى ... وَمن ظلم الأصداف يسْتَخْرج الدرا
أيا سائلي عَن علمه وَصِفَاته ... هُوَ الْبَحْر فاعجب فِيهِ من يصف البحرا
هُوَ الْغَيْث يثنى عَنهُ كل لطيمة ... من الرَّوْض بل تزكو لأوصافه بشرا
سما حاتما جودا وفاخر عَاصِمًا ... ففاق لمن يقرى الضيوف وَمن يقرا
أيا بَطل يَوْم الْجِدَال مجندل ... فوارس علم من فواضله قهرا
إِذا قَالَ فِي علياك أمعن قَائِل ... فَمَا حاط من معشار مَا نلته العشرا
وماذا يَقُول المادحون بوصفه ... وقدرك فَوق الشّعْر حل عَن الشعرى
تفردت فِي علم وزهد وفطنة ... فضلت بهَا فِي الْفضل بَين الورى ذكرا